وصف العمل الفني

ينطلق هذا العمل من قوله تعالى:

> "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة"
ليجسد قيمة الإيثار التي شكّلت ملامح المدينة المنورة منذ قديم الزمن وحتى حاضرها المعاصر.

تستمد اللوحة مضمونها من المكانة الروحية للمدينة المنورة، المدينة التي ارتبطت بالعطاء والسكينة والروحانية ، وانعكس هذا الارتباط على مظاهرها الاجتماعية والدينية والتاريخية والثقافية والحضارية وغيرها، من هذا المنطلق، تتحول المدينة في العمل إلى كيان نابض بالنور، تُغذي قيمها الخالدة جميع أوجه الحياة فيها.

تتجسد اليدان في أعلى اللوحة كرمزية للعطاء والإيثار،وهذا من طباع أهل المدينة المنورة
ينسكب منهما نورٌ ممتد عبر الزمن والمكان. يبدأ النور من مشاهد الهجرة بالقوافل والجمال رمزًا للبدايات، ثم ينساب إلى قطارات الحرمين السريعة كرمز للتطور والتواصل بين الماضي والحاضر، مرورًا بختم النبي ﷺ الذي يمثل النظام والهداية التي نظّمت الحياة في المدينة.

وفي قلب اللوحة، يتجلى المسجد النبوي كمحورٍ روحيّ يجمع الناس من شتى بقاع الأرض في مشهدٍ من السكينة لا يوجد له مثيل في أي مكان آخر. هذا الحضور الديني المهيب يتصل بخيوط النور التي تمتد إلى البيوت الطينية والنخيل، حيث يظهر النور وهو يتسلل بين جنباتها وصولًا إلى الفناجين والتمور، ليرمز إلى الكرم والضيافة، ومنها إلى الدفوف ورقص الخبيتي التي تعبّر عن الفرح والفلكلور المديني الأصيل.ويربط المظهر الاجتماعي مع التراثي والثقافي وايضا الاقتصادي الآتي من مزارع النخيل والتمر والسياحة المرتبطة بفعاليات المدينة بجانب زيارة المسجد النبوي الشريف

تظهر هذه العناصر كمسارٍ متصلٍ من الضوء، ينقل المشاهد بين كل المظاهر في وحدة بصرية متناسقة.
فالمدينة المنورة في هذا العمل هي حالة إنسانية وروحية متكاملة؛ تتجلى فيها الأصالة، ويتجدد فيها الإيثار، ويستمر منها النور المتمثل بالعطاء الذي يشمل كل الأشياء

ملاحظة:
في حال تم اختيار اللوحة مبدئيًا لعرضها، سأقوم بإعداد مقطع فيديو يوثّق مراحل رسم النور، مع إدراج صوت القارئ الشيخ الحذيفي يتلو الآية الكريمة "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة" من سورة الحشر، إلى جانب تسجيل لصوت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله في حديثه عن المدينة المنورة، وأنشودة مخصصة للمدينة. سيتم تضمين هذه المواد في رمز باركود أسفل اللوحة يتيح للزوار خوض تجربة بصرية وسمعية متكاملة ولطيفة.