وصف العمل الفني
يحمل هذا العمل التشكيلي رؤية جمالية وروحية تعبّر عن مكانة المدينة المنورة بوصفها مركزاً دينياً وتاريخياً وثقافياً متجذراً في وجدان الأمة الإسلامية. استند التكوين إلى قبّة المسجد النبوي ومئذنته كرمزين مقدّسين يشكلان القلب البصري والروحي للعمل، حيث تتجلى من خلالهما قدسية المكان وعمق التجربة الإيمانية المرتبطة به.
استخدمت درجات اللون الأخضر بوصفه اللون الرمزي للمدينة المنوّرة، فهو لون الطمأنينة والحياة والنماء، فيما أُضيفت اللمسات الذهبية لتُضفي على المشهد بعداً روحياً مضيئاً يستحضر نور النبوة والصفاء الإلهي.
تتقاطع الخطوط الدائرية والمنحنية التي تنساب عبر التكوين لتوحّد بين العناصر، في إشارة إلى الانسجام الكوني والدائرة الروحية التي تحتضن الزائر والمكان في آنٍ واحد، بينما تم توظيف الخط العربي بشكل تجريدي ليحمل أبعاداً رمزية تجمع بين الجمال اللغوي والدلالة الدينية.
يُجسّد العمل بذلك رؤيتي الفنية للمدينة المنورة كمنارة للسلام والإيمان والعلم، تجمع بين الروحانية والعمارة، التاريخ والحضارة، الماضي والمستقبل، في لوحة تُخاطب الحسّ والوجدان، وتُعيد استحضار قدسية المكان بلغة تشكيلية معاصرة