وصف العمل الفني
في هذا العمل التجريدي استحضرتُ ملامح المدينة المنورة القديمة، محاولًا أن أجرد صورتها لتتحول من مشهد واقعي إلى تكوين لوني وإيقاع بصري. اعتمدتُ على الألوان الترابية لتجسيد عراقة المكان وجذوره التاريخية، وعلى درجات من الأخضر والفيروزي كرمزية للروحانية والسلام التي تميّز المدينة.
تتوزع في اللوحة أبواب وشبابيك مضيئة، كدلالة على الحياة التي تنبض في أزقة المدينة مهما طال الزمن، فيما يظهر النخيل كرمز للأصالة والارتباط بالأرض. وفي قلب هذا التكوين، يطل جزء من القبة الخضراء التي تحمل قدسية خاصة، لتصبح مركزًا روحياً وبصرياً للعمل.
هذا التجريد ليس تصويرًا حرفياً للمدينة، بل هو محاولة لإعادة صياغة ذاكرتها عبر اللون والخط والشكل، حيث يندمج الماضي بالحاضر في لوحة تفتح المجال للمتلقي لقراءة المدينة من زاوية شعورية وجدانية أكثر من كونها بصرية.